languageFrançais

رنا طه: تنفيذ تونس ميثاق الهجرة يعزز مكانتها كشريك إقليمي ودولي ملتزم

اعتبرت المنسقة المقيمة الجديدة للأمم المتحدة في تونس رنا طه الاثنين 29 سبتمبر 2025 أن الهجرة ليست فقط تنقل سكاني بل تعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية والكوارث البيئية التي يعيشها العالم معتبرة انه عند إدارتها  بشكل جيد يمكن أن تصبح الهجرة رافعة قوية  لتحقيق التنمية المستدامة حسب تصريحها على هامش ندوة الدورة التاسعة للمدرسة الصيفية حول الهجرة تحت شعار 'الهجرة والتعاون الدولي في سياق عالمي يشهد تحولات متسارعة' التي تنظمها منظمة الهجرة الدولية  بالتعاون مع المعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية بمقر الأكاديمية الدبلوماسية بالعاصمة.

"نطمح لجعل الهجرة قوة ايجابية من أجل التنمية المستدامة"

وأشارت رنا طه إلى ان هناك أكثر من 304 مليون شخص يعيشون خارج بلدانهم الأصلية من بينهم 44 مليون لاجئ وطالب للجوء والعديد منهم في  أوضاع هشة هذا وتعمل منظومة الأمم المتحدة  من خلال وكالاتها وعلى رأسها المنظمة  الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين  إلى جانب الدول على  تعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة وحماية كرامة الأشخاص  المعنيين .

وأشارت إلى أهمية انخراط تونس  في هذا التوجه الأممي حيث أدمجت الهجرة في رؤيتها  للتنمية المستدامة والشاملة بما يتماشى  مع أولوياتها الوطنية  التي تشمل التحول الرقمي والطاقي وتقليص  الفوارق ومكافحة الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والاجتماعي ....

ودعت رنا طه الدول إلى وضع رؤية للهجرة ضمن الرؤية الشاملة للتنمية المستدامة للدول معرجة على طموح الأمم المتحدة  لجعل الهجرة  قوة ايجابية من أجل التنمية المستدامة  ضمن برنامج 2030 مشيرة إلى أن تنفيذ الدول الميثاق العالمي  من اجل الهجرة الآمنة والمنظمة  والمنتظمة يعد ركيزة أساسية في التعاون الدولي لحوكمة الهجرة لأنه يكرس  مبدئا المسؤولية المشتركة ويحدث نقلة نوعية من إدارة وتنمية للهجرة إلى نهج متعدد الأطراف قائم على حقوق الإنسان  والتضامن والتنسيق ما بين الدول .

الهجرة أرقام وتحديات لكن قبل ذلك  هي قصص إنسانية

وبينت أن تونس منخرطة بشكل كامل في هذا الميثاق من خلال  إنشاء فريق  يتابع تنفيذ أسسه منذ سنة  2021 وتقديم تقريرين وطنيين  طوعيين كما  تشارك تونس بفعالية في منتدى الهجرة والتنمية  وفي حوارات الرباط والخرطوم وتعمل  على ملائمة استراتجياتها مع أساس الميثاق مما يعزز  مكانتها كشريك إقليمي ودولي ملتزم  حيث يوفر الميثاق لتونس منصة لتعزيز قدراتها وتعبئة الشراكات التقنية والمالية وتعزيز الهجرة العابرة.

وشددت على أن  المدرسة الصيفية تؤكد أن الهجرة قبل أن تكون أرقاما وتحديات هي قبل ذلك قصص إنسانية مليئة  بالطموح والصمود والمساهمة في المصلحة العامة وتعد المدرسة الصيفية فرصة ثمينة للتفكير الجماعي في النماذج الجديدة للهجرة وحقوق الإنسان  والتعاون الإقليمي والدولي والتغيير  المناخي  التي تجمع بين الابتكار والاندماج الاجتماعي والاقتصادي   ويمكن من خلال تعزيز  الحوار والتعاون والتضامن بين الدول  تحويل الهجرة الى فرص مشتركة في خدمة السلام والازدهار للجميع .

هناء السلطاني